أحدث المقالات اضافة فى هذا القسم |
من نوادر جحــــا سمسار انتخابات المعلم حمدي والانتخابات من أخطاء الطبيعة شيخ عاشق العريس كبير حبتين.. لكن مصمم يتجوز أرشيــف المقــــــــالات |

مغامرات سيد أفندي في الساحل الشمالي
يسكن سيد أفندي في حي شعبي في مدينة القاهرة, وهي مدينة صاخبة لا ينقطع فيها ضجيج الشوارع اما الشاليه الذي اشترته زوجته فكان يقع في قرية هادئة صامته صمت المقابر.
في البداية استراح سيد افندي لهذا الصمت, قال لزوجته.
ـ شايفة الدنيا ساكته ازاي.
قالت زوجته بفخر ـ عشان تعرف انك متجوز عبقرية لم يعلق سيد افندي علي ما قالته زوجته, وراح يستمتع بالهدوء والصمت.
وظل احساسه بالراحة سائدا حتي غابت الشمس واظلمت الدنيا خارج الشالية.
وبدأ سيد افندي يحس بالقلق كلما نظر خارج الشالية حيث اللوحة سوداء ليس فيها تفصيل لاي شئ يبعث علي الطمأنينة وبدأ الخوف يغزوه.
قال لزوجته ـ انتي جيتي قبل كده.. ماخفتيش تيجي لوحدك.
قالت زوجته ـ أخاف من ايه.. الولاد كانوا معايه.
قال سيد: كنا جبنا الأولاد معانا.
قالت زوجته: بكره الضهر حيمشوا من مصر.. يوصلوا هنا في الضوء قبل المغرب.
ماتقوم ياسيد نتمشي لحد البحر.
قال سيد: نتمشي في الضلمة الكحل دي.. لا حنشوف البحر ولا البر.
قالت زوجته ـ انا متهيألي انك جعت.. اجيب لك ايه تأكل, انا طبخت كل حاجتنا في مصر.
قال سيد: ماليس نفس.
قالت زوجته ـ حجيب لك خرطة مكرونة, انا عارفة انك بتحب المكرونة الباشامل.
قبل ان يجيبها سيد.. سمع صوتا من المطبخ.. لم يكن في البيت احد غير سيد افندي وزوجته.
من اين جاء هذا الصوت.
سأل سيد افندي زوجته ـ ايه الصوت ده؟
قالت: انت اتخضيت ليه ياسيد.. تلاقي الفيران وقعت حاجه.. علي اي حال انا مستعدة وجايبلهم من مصر حاجة تجيب أجلهم وتريحنا منهم.
سأل سيد افندي ـ منين الفيران دي؟
قالت زوجته: م الجبل ياسيد.. انت ناسي ان احنه قاعدين في صحرا.. وبعدين انت قلقان ليه.. انا مستعدة لهم.
نهضت الزوجة واخرجت من حقيبة يدها شيئا ثم اعطته لسيد وقالت له.
حط الورق ده في المطبخ, الفيران حيمشوا عليه ويلزقوا فيه.. نرميهم في صفيحة الزبالة نبقي خلصنا منهم.
قال سيد: نبقي خلصنا منهم ازاي.
قالت الزوجة ـ حيفضلوا لازقين لحد ما يموتوا.. انت خايف واللا ايه يا سيد.
كان سيد خائفا ولكنه رفض ان يعترف لزوجته بذلك وقال لها انا مش خايف, انا قرفان.
نهضت الزوجة ومعها الورق اللاصق وغابت قليلا في المطبخ وعادت في يدها ثلاثة فيران يلتصقون بالورقة ويصدرون اصوات استغاثة كأنهم اطفال.
اعطت الورقة اللاصقة لسيد وقالت له
ـ ارميها في الزبالة اللي في الشارع اللي قصد البيت
قال سيد لزوجته
ـ ارميها انتي.. انا مش عارف صفيحة الزبالة فين..
كانت المشاعر التي تردد في قلبه مختلفة ومتضاربة..
انه يخاف من الفئران اساسا, ويدركه القرف منها في نفس الوقت.
وهو لم يكن يريد ان يصبح مالكا لشالية في الساحل الشمالي, ولكنها موضة ادركت الناس جميعا بلا استثناء ولولا ضغط زوجته عليه ما تحرك للشراء وراح يفكر في هم الديون الباقية من ثمن الشالية, وفي نفس الوقت كانت تصله اصوات الفئران وهي تستغيث كاطفال وقعت في بئر.
وانحرف مزاجه وتعكر تماما.
لم تمض زوجته وقتا طويلا خارج البيت وعادت بعد ان تخلصت من الفئران.
قالت لسيد ـ انا عملالك مفاجأة ياسيد.
لم يسألها سيد ماهي المفاجأة.. وادركت زوجته انه متعكر المزاج واسرعت الي المطبخ وعادت تحمل في يدها شيشه.
قالت لسيد ـ حولع لك الفحم في دقايق وحتشرب شيشه حالا.
دخل سيد فراشة بعد ان شرب الشيشة وتعشي, ويظهر انه اكل اكثر مما ينبغي لانه شهد احلاما مرعبة.
بقلــم: أحمد بهجت